المؤلف: روحي بن ياسين الخالدي المتوفى سنة 1331هـ/1913م .
ولد المؤلف في مدينة القدس سنة 1263هـ/1846م وتنقل في دراسته بين مدارس القدس ونابلس وطرابلس الشام والآستانة وبيروت، ولم يكن تعليمه منتظما، وخلال إقامته في القدس كان حريصا على حضور حلقات الدروس في المسجد الأقصى، وانتسب سنة 1307هـ/1889م إلى المكتب الملكي الشاهاني في الآستانة، وهناك حضر مجالس المصلح جمال الدين الأفغاني .تنقل روحي بين الآستانة والقدس وباريس، وتابع روحي الدروس في السوربون، واتصل بالمستشرقين، وفي سنة 1316هـ/1898م عين قنصلا للدولة العثمانية في مدينة بوردو، واقترن في هذه المدينة بسيدة فرنسية، وعقب إعلان الدستور العثماني سنة 1326هـ/1908م عاد روحي إلى القدس فانتخب في مجلس المبعوثان ثلاث مرات متوالية، ولما حل المجلس سنة 1331هـ/1912م عاد إلى القدس، ثم ما لبث أن سافر إلى الآستانة حيث توفي فيها.
من مؤلفاته: “تاريخ علم الأدب عند الإفرنج والعرب وفيكتور هوكو”، و”الانقلاب العثماني وتركيا الفتاة”، و”الكيمياء عند العرب” وله كتب ما تزال مخطوطة، وأبحاث نشرت في بعض الدوريات.
الكتاب: نشر الكتاب للمرة الأولى في مطبعة الهلال بمصر سنة 1322هـ/1904م بتوقيع المقدسي، ثم أعيد طبعه ثانية سنة1331هـ/1912م وعليه اسم المؤلف، وهو في الأصل سلسلة مقالات نشرت في الهلال ابتداء من الجزء الرابع سنة 1320هـ/1902م . في مقدمة الناشر للطبعة الثانية يقول: إن الاستبداد العثماني منع الكاتب من نشر اسمه في الطبعة الأولى، وعند إعادة طبعه، وقد أعلن الدستور، طبع الكتاب وصُدّر باسم المؤلف وصورته. ويعدّ هذا الكتاب من كتب الريادة في الأدب المقارن وفي النقد الأدبي في الأدب العربي الحديث.
يتصدر الكتاب تعريف مطول بسيرة فيكتور هوكو يبدأ بوصف الاحتفال الذي جرى سنة 1320هـ/1902م في باريس بمناسبة مرور مئة عام على ميلاد فيكتور هوكو، ثم يتناول حياة فيكتور من خلال ثلاثة أدوار، الدور الأول من ولادته سنة 1217هـ/1802م إلى نفيه سنة 1269هـ/1852م، والدور الثاني حياته في المنفى من سنة 1269هـ/1852م حتى سنة 1287هـ/1870م، والدور الثالث من رجوعه إلى فرنسا سنة 1287هـ/1870م إلى وفاته 1303هـ/1885م.
وفي القسم الأول من الكتاب ووضع له عنوان “فيكتور هوكو وعلم الأدب”
بدأه المؤلف بنظرة عامة في الأدب، وبين عدم اختصاص الشعر بالعرب، وانتقل إلى أدب العرب فقدم صورة تاريخية لتطور الأدب العربي منذ العهد الجاهلي ، فالعهد الإسلامي وتأثير القرآن فيه، ثم إقبال العرب على الترجمة في العهد العباسي، وتحدث عن كتب تاريخ الأدب في التراث العربي، وطبقة فلاسفة الشعراء المتمثلة بالمعري والمتنبي، واتساع دائرة الأدب في الأندلس ، وتأثير أدب العرب على أدب الإفرنج .
وتعرض المؤلف للأدب الإفرنجي عبر تاريخه بدءاً بالدولة الإفرنجية الأولى وظهور اللغة الرومانية وانقسامها إلى لغات، وقدم لمحة تاريخية عن دخول العرب إلى إسبانيا ومعركة بواتيه، وظهور الدولة الإفرنجية الثانية وحروبها مع المسلمين في الأندلس، ثم يتطرق إلى الحروب الصليبية واختلاط العرب بالفرنجة وتبادل الأفكار وتأثير الأدب العربي في الأدب الإفرنجي، ثم ينتقل إلى قيام الدولة الإفرنجية الثالثة وظهور المملكة الفرنساوية ، ويذكر أدباء الفرنسيين الذي سبقوا هوكو مثل قورنيل، وراسين، وفي القسم الثاني من الكتاب وعنوانه “الطريقة المدرسية والطريقة الرومانية في آداب الإفرنج”، يعرّف المؤلف بالمدرسة الاتباعية (المدرسية) التي احتذت شعر اليونان والرومان، ثم يعرج على المدرسة الرومانية ومن أعلامها هوكو، ومؤسسها في رأي المؤلف هو شكسبير، ثم يعرف بالمدرسة الحقيقية والطبيعية، وفي القسم الثالث والأخير وهو بعنوان:”مؤلفات فيكتور هوكو” يستعرض المؤلف أعمال هوكو، ويبدأ بتعريف هوكو للشعر، ودواوينه الشعرية، ويترجم مقاطع من قصائد هوكو، ويقارن بينها وبين قصائد المعري مبينا التماثل والاختلاف بين الشاعرين.
ثم يعرّف المؤلف بمسرحيات هوكو الإثنتي عشرة، وبمفهوم هوكو للدراما، وبقصصه ورحلاته وكتبه التاريخية، وفي الخاتمة بين المؤلف سبب شهرة هوكو، والانتقادات التي وجهت إليه، ومعتقداته، و مقدار ثروته التي خلفها.
طبع: في مطبعة الهلال بمصر- (ط2) 1331هـ/1912م.
مقياس: 22، 8 × 15، 2 سم.
عدد الصفحات: 290+2 مؤلفات جرجي زيدان.
انظر: كحالة:معجم المؤلفين 3/302، موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين:16/75، الزركلي: الأعلام 3/34.