المؤلف: ولي الدين يكن، ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم يكن المتوفى سنة 1339هـ / 1921م.
ولد ولي الدين بالآستانة سنة1290هـ/1873م، وجيء به إلى القاهرة طفلاً، وهو ينتمي إلى أصل تركي،
توفي أبوه وهو طفل فكفله عمه، وبعد أن أتم دروسه الابتدائية، نقل إلى مدرسة الأنجال فتعلم فيها العربية والتركية والعلوم، ثم درس الفرنسية فأحكمها وألم باليونانية، أصدر في مصر جريدة” الاستقامة” فجعل منها منبرًا حرًا مما أدى إلى إقفالها. عاد إلى الآستانة فعين عضوًا في مجلس المعارف، وتم نفيه إلى مدينة سيواس بسبب أفكاره الحرة، واستمر في منفاه سبع سنوات، وبعد إعلان الدستور العثماني عاد إلى الآستانة، ثم رجع إلى مصر حيث عينه السلطان حسين كامل سكرتيرًا عربيًا لديوان كبير الأمناء سنة 1333هـ/1914م واشتد عليه المرض وتوفي في حلوان. من مؤلفاته:” التجاريب”، و” الصحائف السود”، و” المعلوم والمجهول”، و” ديوان ولي الدين يكن” وترجم عن التركية” خواطر نيازي” وله رواية” دكران ورائف”.
الكتاب: في مقدمة موجزة يعرف المؤلف بمضمون كتابه فيقول:” الصحائف السود مقالات نشرت في جريدة المقطم الشهيرة متتابعة، أردت أن أنتقد بها بعض ما يقع في معترك هذه الحياة… واستهللت بعض المقالات من صحائفي السود بأبيات ومقطعات نظمتها”. يضم الكتاب عشرين مقالة، من عناوينها:” الصحائف السود – المرأة – التعصب – حرية الفكر – المحتلون يخرجون من مصر – العمال في البلاد العثمانية – الاسترقاق في أيام الحرية” وتتوزع المقالات بين الموضوعات الاجتماعية، والموضوعات السياسية. والمقال الأول بعنوان:” الصحائف السود” وهو الذي أعطى للكتاب عنوانه، ويبدأ المقال بقصيدة شعرية من اثني عشر بيتًا. يقول المؤلف في مطلعها:
لـقـد آن أن يـعــلـم الـجـاهــلُ ويصحوَ من نومه الغافلُ
هوىً زال من بعد ستين حولاً كذلـك كـل هــــوىً زائل
والمقال يُروى على لسان رجل من البصرة، يقول إنه نشأ في بيت أب من أغنياء التجار لم يرزق من الأولاد سواه وأخت له. وأحضر لهما المؤدب ليعلمهما القراءة والكتابة ورواية الأشعار، وبرع الرجل في الشعر، فلما بلغ الشباب تعرف إلى رفقة كانوا يقضون أوقاتهم في اللهو و المجون، ولما توفي الوالد بدد الثروة التي ورثها في القمار واللذائذ، وبعد أن كثر غرماؤه غادر البصرة متشردًا في البلاد، ولكنه استمد من هذه التجربة المريرة الحكمة واستخلص منها أن مسؤولية الأب أن يعلم أولاده الحكمة مكان الشعر، وأن يجتنب تربية الدلال لأبنائه، كما أدرك منها أن ما يقال من أن تعليم البنات يؤدي إلى إفسادهن هو لجاج مبين.
وفي مقال بعنوان “المرأة” يفتتحه المؤلف بأبيات شعرية مطلعها:
ألاما يا لسيدتي ناحبه بروحي مدامعها الساكبه
ويقول في صدر المقال:” شهدت مصارع ثلاث نسوة، إحداهن قتلها الاستبداد، والثانية أرداها الجهل، والثالثة أودى بها الحجاب، وبعد أن يروي مآسي هؤلاء النسوة يختم مقاله بقوله: ” فمن لي بصاحب تحرير المرأة أن ينفض عنه تراب القبر ويخرج إلى الأحياء ليرى مبلغ استفادتهم من رأيه”.
وفي مقال بعنوان “حرية الفكر” يقول لأعداء حرية الفكر: ” أنتم أعداء اليوم وأبناؤكم أنصارنا غدًا”. وفي مقال عنوانه” التعصب” يرى أن” المتعصبين لا تجدي معهم المناظرة ولا يقنعهم الدليل” ويرى أن علاج هذا الداء: ” أن تشكو إلى الشعب استبداد رجال التعصب بعد أن تعلموا الشعب”.
هكذا تدوي في مقالات الشاعر صرخاته ضد الجهل والاستبداد والتعصب وتبرز دعواته إلى حرية الرأي، وتحرر المرأة، والتسامح.
طبع: مطبعة المقتطف بمصر- 1328هـ / 1910م.
مقياس: 19.9 × 13.6 ســم .
عدد الصفحات: 111 صفحة .
انظر: الزركلي: الأعلام 8/118، كحالة: معجم المؤلفين4/74، داغر: مصادر الدراسة الأدبية 2/735.