يعد اكتشاف الشعراء الذين طوت الأزمان سيرهم، أحد أهداف مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، وفي هذا الإطار أعادت المكتبة إلى النور سيرة الشاعر «الحَظيِري المتوفى عام 1172م. ولقبه الذي اشتهر به « دلّال الكتب».أما اسمه الكامل لدلّال الكتب فهو أبو المعالي سعد بن علي بن القاسم الأنصاري الخزرجي الحظيري البغدادي.
وهو شاعر من العراق ظهرت أعماله في القرن السادس للهجرة، لكنه بعد رحيله أصبح أكثر شهرة. وقد أصدرت مكبتة البابطين المركزية للشعر العربي كتاباً عنه بعنوان «دلّال الكتب: الحظيري 568 هـ..حياته وشعره». جمع وتحقيق الأستاذ الدكتور محمد أحمد شهاب.
لا يتوقف الكتاب عند حياة الشاعر، بل يفصّل في أغراض شعره ما بين الغزل والهجاء والشكوى والعتاب والمدح وأغراض أخرى مرتبة قوافيه بحسب حروف الهجاء.ويذهب محقق الكتاب الدكتور محمد أحمد شهاب إلى أبعد من ذلك حيث يتحدث عن اللغة والأسلوب في شعر دلّال الكتب وبنية النص والمحسنات البديعية والموسيقى الشعرية، وغيرها من التحليلات النقدية، وهي إضافة قام بها المحقق ليتميز عن الكثير من كتب التحقيق التقليدية، فقد مزج المحقق في هذا الكتاب بين التحقيق والنقد، وبذلك يكون العمل ثرياً ومكتملاً بين أيدي الباحثين. إذ جاء الكتاب في قسمين، الأول عن حياة الشاعر وما جاء في كتب التراجم والسير من أخباره، والقسم الثاني يتضمن تحليلاً نقدياً لأشعاره.
ويقول رئيس مجلس إدارة المكتبة الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين في تصديره للكتاب: «إدراكاً منا لأهمية الشعر العربي في إثراء الوجدان العربي وإخلاصاً لأمتنا وللمبدعين من أبنائها فقد عقدنا العزم على رصد ساحة الشعر العربي على امتدادها الزماني والمكاني بدءاً من عصر ما قبل الإسلام وحتى الوقت الراهن والتعريف بشعرائها وبما أبدعوه».
وفي تقديم الكتاب يقول المحقق الأستاذ الدكتور محمد أحمد شهاب : « نال دلّال الكتب الحظيري منزلة رفيعة في حياته وتكاد تكون أكبر من تلك التي كان يحلم بها بعد مماته، والحظيري جدير بأن تُجترح له هذه الدراسة والوقفة عند سيرته وأشعاره بوصفه يمثل حلقة أدبية مهمة من حلقات القرن السادس للهجرة».