خيّم الحزن على الساحة الثقافية السعودية والخليجية والعربية أمس (السبت)، بوفاة الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحسن، في العاصمة الفرنسية باريس عن عمر ناهز 75 عاماً بعد معاناة مع المرض، ويعد الأمير أحد أبرز رواد الشعر الحديث في المنطقة، وحصل على وشاح الملك عبد العزيز عام 2019 من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
ولد الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود الملقب بـمهندس الكلمة، بالرياض في 2 أبريل 1949، نشأ الأمير الراحل بدر في بيت علم وأدب حيث كان والده محباً للعلم والأدب، كما أنه شاعر مبدع ولديه مكتبة ضخمة تضم العديد من الكتب، ومجلس والده مليء بالعلماء والأدباء وكبار المفكرين في ذلك الوقت ما كان له الأثر البالغ في حب الأمير بدر للأدب والشعر.
تاريخيًا، كان الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن آل سعود شخصية مهمة في المجال الأدبي والثقافي في المملكة وخارجها، حيث قدم مجهودات كبيرة في مجال الشعر والأدب والثقافة، وجمع بين الأناقة والعمق في قصائده التي تناولت مواضيع متنوعة تتراوح بين الغزل والفخر والرثاء والواقع الاجتماعي والسياسي.
وفي مارس 2023 كُرم في ختام مهرجان القرين الثقافي في دولة الكويت في دورته الـ28 باختياره شخصية المهرجان، وقال عنه وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري خلال التكريم: «شخصية مهرجان القرين الثقافي في دورته الحالية أخ كريم وفارس للكلمة وأحد رواد الحداثة في القصيدة الشعبية الحديثة الشاعر المجدد الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود»، وكرمته الهيئة العامة للترفيه عام 2019 في ليلة عنوانها ليلة الأمير بدر بن عبد المحسن: نصف قرن والبدر مكتمل. وقد أعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه تركي بن عبد المحسن آل الشيخ تسمية المسرح المبني خصيصاً لهذه المناسبة بمسرح الأمير بدر بن عبد المحسن.
وفي مارس 2021 أعلنت هيئة الأدب والنشر والترجمة عزمها على جمع وطباعة الأعمال الكاملة الأدبية الكاملة للأمير بدر بن عبد المحسن تنفيذاً لتوجيه وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وذلك تقديراً لإسهاماته في الحراك الإبداعي السعودي خلال خمسة عقود من الزمن.
وللراحل مجموعة من الدواوين الشعرية أبرزها: «ما ينقش العصفور في تمرة العذق»: صدر عام 1989م و «رسالة من بدوي»: صدر عام 1990م، ولوحة ربما قصيدة: صدر عام 1996م، و«ومض»: صدر عام 2010م.
رحيل بدر بن عبد المحسن يترك فراغاً كبيراً في قلوب محبي الشعر والأدب العربي، ولكن تراثه الأدبي الذي يحمل بصماته الخالدة سيظل حاضراً، ملهماً للأجيال القادمة ومصدر إلهامٍ دائم لكل من يتذوق جمالية الكلمة وعمق المعنى في عالم الشعر والأدب.