راوده حلم الثقافة وهو في سنوات عمره الأولى، فقد نهل الأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين من معين الأدب منذ طفولته عبر مجالسته الأدباء والشعراء. يومها بدأ الحلم يتشكل في ذهنه بأن يقدم عملاً ثقافياً متميزاً يخدم به البشرية جمعاء. لذلك فبإمكاننا اعتبار أن أعماله الثقافية الحالية قد تأسست منذ ذلك الوقت على شكل فكرة في وجدان صاحبها، وعندما هيأ الله له سبل تحقيق الحلم، لم يتأخر عن ذلك. وقد تجسد عمله هذا بعدة أشكال، بدءاً من دعمه للمكتبات في الوطن العربي والعالم، وصولاً إلى ما قام به من إنجازات ثقافية جليلة حول العالم، وضعت اسمه في صدارة الداعمين للعمل الثقافي.
إن الاستاذ عبدالعزيز سعود البابطين من القلائل الذين وظفوا أموالهم الخاصة لخدمة الثقافة والتنمية المعرفية، يقيناً منه بأن الحضارات لا يكتمل بناؤها إلا بدخول العمل الثقافي كعنصر أساسي في هذا البناء. ووجد أن دعم المكتبات هو من أهم هذه السبل، فأنشأ “مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي” ذات البعد العربي والعالمي في دولة الكويت، كما أسس مكتبة البابطين في القدس، إضافة إلى الكثير الذي قدمه لعدد من المكتبات حول العالم من الكتب القيمة التي شكلت رافداً مهماً لمقتنياتها.
ويعتبر الأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين أحد رواد الحركة الثقافية العربية والتنمية المعرفية في الوقت الحالي، وهو أحد الذين يحملون على عاتقهم مهمة نشر الثقافة العربية واللغة العربية في شتى أنحاء المعمورة، وله العديد من الجهود البارزة في شتى المجالات الثقافية، ولقد كان له دور واضح وبارز في مجال الثقافة والمعلومات والتعليم والتكنولوجيا.
حيث نجده من الذين أخذوا على عاتقهم دعم التعليم في كافة أنحاء المعمورة، ويتضح ذلك من خلال إنشاءه للعديد من المدارس والكليات والمعاهد في الكثير من البلدان، والتي قاربت أعدادها على (20) منشأة تعليمية، نجد أيضًا تأسيسه لبعثـة سعود البابطين الكويتية للدراسات العليا والتي أسست منذ عام 1974م ومستمرة إلى الآن، بالإضافة إلى العدد الكبير من الدورات التعليمية والتدريبية للغة العربية وللشعر العربي سواء داخل دولة الكويت وخارجها، والمراكز التي أنشأها للدراسات العربية والإسلامية في الكثير من البلدان الغربية، بالإضافة إلى إنشائه مركز حوار الحضارات الذي أصبح له كبير الأثر الطيب في الحوار بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى كراسي عبدالعزيز سعود البابطين للدراسات العربية والتي أسس منها العديد في الجامعات والكليات في أوروبا وجاري العمل على إنشاء كراسي أخرى في العديد من الجامعات الأوربية والأمريكية.
نجد أيضًا اهتمامه بالمجال التكنولوجي، والتكنولوجيا الحديثة المستخدمة في عصر المعلومات، وحرصه على الاستفادة من هذه التقنيات في خدمة البحث العلمي ونشر الثقافة في أرجاء المعمورة، وحرصه على أن تكون المؤسسات الثقافية التي قام بإنشائها تستخدم أحدث التقنيات الحديثة لتقديم أفضل الخدمات لزائريها أو للمطلعين على مواقعها على شبكة الإنترنت، والاستفادة من هذه التقنيات في وصول المعلومات إلى المستفيدين منها بأسرع وأيسر الطرق.
إضافة إلى ما سبق نجد جهوده في مجال الثقافة متمثلة في إنشائه العديد من الجهات، مثل: جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، ومكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، ومراكز الترجمة والتحقيق، وغيرها من الجهات، إضافة إلى إهدائه للعديد من الجهات التعليمة والخدمية مجموعات كبيرة من الكتب التي ساهمت في نشر الثقافة وتنمية المعرفة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، بالإضافة إلى دعمه للعديد من الناشرين والمكتبات حرصًا منه على دعم حركة النشر سواء إقليميًا أو عالميًا.