استكملت مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي مسعاها الذي انتهجته في ربط الثقافة بمختلف جوانب الحياة، إذ أصدرت تقويمها السنوي لعام 2019 متمثلاً في فكرة استرجاع أحداث دولة الكويت من ذاكرة الصحف والمجلات القديمة. هذا العمل الذي اقتفى مسيرة الكويت في عمق الأمس، أعاد إلى الواجهة المكانة التي تمتعت بها الكويت منذ نشأتها والأدوار التي أداها حكام الكويت في ترسيخ وجود الدولة وبنائها ونهضتها. كذلك استعرض التقويم جوانب أخرى مختلفة مثل جهود الوزارات وبعض الدوائر الحكومية التي كانت تضع الخطط التنموية لسنوات مقبلة من ذاك التاريخ، ثم نجد لاحقاً أنها تحققت فعلياً على أرض الواقع.
وأظهر التقويم مدى اهتمام الصحف والمجلات العربية بأحداث الكويت وانبهار هذه المطبوعات بالنهضة المتسارعة التي سارت عليها الكويت، إذ يطالعنا عنوان في مجلة «المصور» المصرية عام 1958 هو: «الصحراء ذات المعجزات»، وتحت هذا العنوان كتب الإعلامي المعروف رئيس تحرير المجلة فكري أباظة: «رأيت في الكويت أروع مما تخيلت وسمعت أسمى مما تصورت، وعاينت وحققت وتحققت أبدع وأبرع مما تنبأت أو تحسست».
وبهذه الأمثلة وغيرها من التي وردت في التقويم، يكون التقويم الذي أصدرته مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي ليس مجرد تواريخ يومية، بل هو مزيج من الحاضر العصري والماضي العريق بأحداثه ليحقق فائدة للمتصفح يستذكر من خلالها الموقع المحوري الذي تشغله الكويت على الخريطة العالمية منذ نشأتها. وهو ما ذكرته المكتبة في مقدمة التقويم: «يوماً بعد يوم يكتشف المؤرخون العمق التاريخي لدولة الكويت ومدى تجذرها في الأزمنة القديمة».