- قاسم محمد حمد الحداد
- ولد عام 1948 بالبحرين.
- درس بالبحرين حتى حصل على الثانوية العامة.
- يرأس تحرير مجلة(كلمات).
- شارك في تأسيس أسرة الأدباء والكتاب, وفي تأسيس مسرح أوال. كما شارك في عديد من الملتقيات والندوات العربية والعالمية.
- دواوينه الشعرية: البشارة 1970- خروج رأس الحسين من المدن الخائنة 1972- الدم الثاني 1975- قلب الحب 1980- القيامة 1980- انتماءات 1982- شظايا 1983- النهروان 1988- يمشي مخفورًا بالوعول 1989.
- مؤلفاته: الجواشن (بالاشتراك) – المسرح البحريني:التجربة والافق.
من قصيدة: الـــوردة الرصـــاصيـــــــــة
(1)
في البدء كانت جنة الرؤيا
أرى فيما أرى
تبكي صنوبرة على صحن المدينة, والخيام تجلِّل الرؤيا
أرى طرقا ستأخذني إلى طرق ستأخذني إلى طرق, وبحرا كالمدى
فيما أرى
كانت ستعشقني العذارى. سوف أصبح نجمة
في شرفة. لو نشرة المذياع قالت آخر الأخبار قبل الهجرة الأولى
رأيت وما رأيت
مدينة تمشي وعذراواتها يفقدن عشاقا ويفتُقن القميص
ويحترفن الغزل كي يفتقن ثانية
رأيت كما رأيت
لهن شاهقة الرؤى/لي منتهى شجر سيحنو فوق..
جنتي المحاصرة المباحة/ هل رأت تفاحة الفصحى قلنسوة
البلاغة غيمة الشعراء/ كانت جنة الرؤيا بدايتي الأخيره
هل رأت فيما رأيت
نهاية الهجرات/ كل مدينة وَجْرٌ ومنعطف السلالة
جيفَةٌ ترث الجزيرة
هل أرى وطنا يعيد الشكل, يمزج جنّة الرؤيا بفوضاي
الجميلة, يخطئ المعنى معي, يهتاج في لهَب السبايا
قالت الأخبار هجرتي الكسيرة في طريق كلها طرق مطوقة
بعذراوات
يحرسن المخيم بالدم العاري
ويسطعن انتشاء في دم لي
أو دم لغموض أخباري
لهن خفائف يخفقن فوق مخيم وكنيسة تنأى
رأيت صلاتهن جنازه.
يعشقن فرسانا ويفتقن القميص
لكي يطيب الغزل. يفتحن الصدور. لهن جرح وردة في
القلب. يفضحن العواصم بالمخيم
هل أرى فيما أرى?
مرآتي انهارت على حجر الطريق ورفقتي ينصبن أشراكا
يسمين الحراب حديقة, والماء مأوى
يبتكرن نهودهن, يضعن في شرفات أحلامي حناجرهن
لي عشْقٌ مغامرةٌ بلاد هيّأتْ أسرارها
لذبيحة الرؤيا
أرى فيما أرى
مدنا تجرجر عارها, ومدينة تستنفر الأسرى
ترصِّع جمرها مختالة
وتصيح بي في هودج الهجرات
لي ماء يقاومني لكي أنسى
لها ماء يسمى ملجأ وخديعة تئد النساء
يطأن قلبي
كل ما ينسى يسمى جنة الرؤيا
لهنّ تميمة في طينة الجسد الطري/وكلما أنسى..
أسمي وردة الفوضى عشيقتي الصغيره, كلما أنسلُّ
من ليل المدائن, من سلالة جيفة ترث الجزيرة,
كلما…
في جنة الرؤيا أرى مستقبلا
وأرى حُفيره.
(2)
أَسْعَفَتْهُ اللغات ليحتمل الموت
كي يشهد الشرق مستسلما للغروب
حوله جوقة/ ليس للشرق, لم يبق الا صدى للقيود
التي تنحت العظم/ إني بريء من الشرق
من قلعة من كهوف
بريء من الصمت مختبئا في الكلام.
اللغات التي أسعفتني إلى الموت غادرتها
ألجأ الآن للخيمة الحرة المشتهاه
ألجأ الآن للتيه للمنتهى ليس لي
للبيوت التي طاردتني
لجبانة ضاق بي قبرها
للمدى يحضن الطائرات المغيرة ليلا
ويغتالني
(3)
مشى في شهوة الفوضى
يواري كل شيء في فضاء الشرق في شكل له
لا يقبل الترميم
مشى في وحشة التهويم
لن يصل الكلام إليه
يمضي شاهقا يفضي لجنته التي أشهى
يؤالف أم يخالف
أم يؤدي طاعة للطقس في ردهات هذا الكهف
لا تسأل
فقد أضحى بعيدا نحو جنته
وحيدا صار في حِلٍّ من التنظيم
لن يصغي لمنعطف اللغات, تراثه تيه
ويخرج من جمال رماده شعب الشظايا
شهقة القنديل
جلجلة الكتابة والصدى
وفضيحة التنجيم
يمشي خارج التقويم
(4)
أسعفتهُ/ ولكنها حاصرتني
رمتهُ على كوكب الليل/ هاجرتُ كي أفضح الليلَ في الشرق
لكنها/
في غبار التراتيل كانت له
للذي نكهةُ الخبز في ساعديه
الذي يبرأ الشرقُ من لثغةٍ في يديه
الذي أسعفتْه اللغاتُ وصلَّت عليه
التي أسعفتني شكتني لشرق النهايات/ تحنو عليه بشمسٍ
رصاصية/ ودّعته/ دعته لكي يقبل القتلَ, كي يُحسنَ اللغوَ واللهوَ
كي يستفيق الحطامُ الإلهي/
لكنها حاصرتني


