loader image

كتاب الأسبوع : أشهر مشاهير الإسلام في الحرب والسياسة

المؤلف: رفيق العظم، رفيق بن محمود بن خليل العظم المتوفى سنة 1344هـ/1925م.

 مؤرخ، سياسي

ولد رفيق في دمشق سنة 1282هـ / 1865م، وفيها نشأ، وأخذ العلم عن بعض شيوخ زمانه، مثل: الشيخ طاهر الجزائري، وسليم البخاري، وقرأ كثيرا من الكتب الأدبية ودواوين الشعراء، وتعلم اللغة التركية. قدم مصر سنة1310هـ/ 1892م وزار الآستانة ثم عاد إلى دمشق، وما لبث أن غادرها إلى مصر سنة 1312هـ/ 1894م هرباً من مضايقة السلطات لأحرار البلاد، وأخذ ينشر مقالاته السياسية والاجتماعية في جرائدها: الأهرام، والمقطم، والمؤيد، واللواء، وفي مجلاتها: المقتطف، والهلال، والمنار، وتوثقت صلاته بعلمائها وسياسييها، وكان يختلف إلى مجالس الإمام محمد عبده، والشيخ علي يوسف، كذلك ربطته روابط صداقة مع مصطفى كامل، ومحمد فريد. اختير في أواخر عمره عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق، من مؤلفاته:” أشهر مشاهير الإسلام في الحرب والسياسة”، و” البيان في التمدن وأسباب العمران”، و” السوانح الفكرية في المباحث العلمية”، و” الدروس الحكمية للناشئة الإسلامية”.

          الكتاب: هو الجزء الثالث من المجلد الأول في سيرة الخلفاء الراشدين، ويتضمن هذا الجزء سيرة رجال عمر بن الخطاب، وهم: أبو عبيدة ابن الجراح، وسعد بن أبي وقاص، وعمرو بن العاص.

ويتفاوت حجم كل ترجمة فبينما يعطي المؤلف عمرو بن العاص المساحة الأكبر إذ تقارب ترجمته مئة صفحة لا تتعدى ترجمة أبي عبيدة ابن الجراح العشرين صفحة إلا قليلاً. ويتناول المؤلف في كل ترجمة نقاطاً متشابهة، فهو يتحدث عن حال كل صحابي في الجاهلية أولاً، ثم نسبه وأصله، ثم يتطرق لقصة إسلامه وصحبته، وحروبه وفتوحاته التي قام بها، ثم أخلاقه وسيرته، وتنتهي الترجمة بوفاته. في الترجمة الأولى لأبي عبيدة يبدأ الكاتب ببيان اسمه وهو: عامر بن عبدالله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة، واشتهر بكنيته” أبي عبيدة” وبنسبته إلى جده” الجراح” ولقّب بأمين الأمة، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ويذكر المؤلف اسم أمه ونسبها وإسلامها، وفي حديثه عن سيرته في الجاهلية يقول المؤلف: كان أبو عبيدة محترماً في قومه، مستشاراً فيهم، معروفاً بالرأي والدهاء. ثم ينتقل إلى إسلامه وصحبته، وينقل عن ابن عساكر في تاريخه أن أبا عبيدة جاء إلى الرسول مع أربعة من قريش فعرض الرسول عليهم الإسلام فأسلموا في ساعة واحدة، ونال أبوعبيدة حظوة عند الرسول لصدقه وطاعته، ثم يتحدث عن دور أبي عبيدة في فتوحات الشام، وما عرف عنه من سمو خلقي، وإيمان راسخ، وتواضع، ويروي بعض الحوادث التي تدل على جميل صفاته، ويختم سيرته بالحديث عن وفاته ووصيته.

 وفي ترجمة سعد بن أبي وقاص يتعرض المؤلف للأمور نفسها في ترجمة أبي عبيدة، ويستعرض بتوسع وقائع معركة القادسية: مقدماتها، وأيامها، ونتائجها، ومن قام بأدوار البطولة فيها، ودور سعد في هذه المعركة، ثم يتحدث عن تخطيط مدينة الكوفة وإمارته عليها، ويتطرق لموقف سعد من الفتنة التي حدثت في عهد عثمان بن عفان، وكيف اعتزل الفتنة، وينهي ترجمته بخبر وفاته، وما خلفه من أبناء.

 وفي ترجمة عمرو بن العاص يتعرض المؤلف لدوره في فتوح مصر، ويتطرق إلى حريق مكتبة الإسكندرية وينفي أن يكون عمرو قد قام بإحراق المكتبة، ويرى أنه خبر مختلق ويناقش بتوسع الأدلة على بطلان هذا الخبر ويرد على من زعم ذلك، ويبحث في معاملة عمر بن الخطاب لأهل الذمة وينكر ما تنوقل من أخبار عن إساءة معاملتهم، ويتعرض لدور عمرو في فتنة عثمان ثم في الصراع الذي احتدم بين الإمام علي ومعاوية، ويختم ترجمته بنبذ من أقواله، وبخطبة ألقاها في المسجد، والمؤلف يسند أخباره إلى مصادرها من مؤرخي الإسلام، ولكنه لا يكتفي بنقل الأخبار بل يناقش بعضها ويردها ويأتي بأدلة على بطلانها، فموقفه من أقوال المؤرخين القدماء هو موقف نقدي ولا يكتفي بمجرد النقل.

طبع: في مطبعة هندية بمصر- ( ط2) 1329هـ/1911م.

مقياس: 23.4 × 16.1 ســم.

عدد الصفحات: 163 صفحة.

انظر: كحالة: معجم المؤلفين1/724، مجاهد: الأعلام الشرقية 2/884، داغر: مصادر الدراسة الأدبية 2/589.

Scroll to Top