المؤلف: إلياس الموصلي، إلياس بن حنا الموصلي كان حياً سنة 1079هـ/1668م.
كلداني من أسرة عمون، التي تنحدر من عائلة بيت عمورة، ويظهر أن عائلته كانت تنتقل بين الموصل وحلب. حيث كان يطيب للمؤلف الإقامة في حلب كثيراً، وله فيها أقارب وأصدقاء. ينتمي المؤلف إلى عائلة دينية حيث كان أبوه قسيساً وأكمل المؤلف في سنة 1081هـ/1670م تحصيله الديني و أقام في حلب. له إلى جانب رحلته إلى القارة الأمريكية، مجموع صلوات.
الكتاب: هو أول رحلة مسجلة يقوم بها عربي إلى القارة الأمريكية، وقد بدأت الرحلة من بغداد سنة 1079هـ/ 1668م، يقول المؤلف في مقدمة الرحلة: ” في تاريخ سنة ألف وستمائة وثمانية وستين للسيد المسيح خرجت من مدينة بغداد قاصداً زيارة قبر المسيح في رفقة الطوبجي باشي المسمى ميخائيل آغار”، وبعد أن زار الأماكن المقدسة ذهب إلى مدينة حلب، ومن هناك انحدر إلى ميناء إسكندرونة، وركب في مركب إنكليزي قاصداً بلاد أوربة، ومر المركب بجزيرة قبرص ثم بجزيرة كريد، ثم وصل المركب إلى ميناء البندقية، وقد استغرقت رحلة السفينة في البحر سبعين يوماً، وبعد خروج الركاب من السفينة حجزوا في بيت التطهير خوفاً من نقل الطاعون ومكثوا فيه واحداً وأربعين يوماً، ثم انتقل إلى مدينة رومية العظمى ومكث فيها ستة أشهر زار خلالها كنائسها، ثم توجه إلى فرنسة وتنقل في عدة مدن فرنسية إلى أن حلّ في باريس وزار الملك لويس الذي أكرمه. ومن فرنسا ينتقل المؤلف إلى إسبانيا ويزور مدريد حيث كان الحكم للملكة زوجة الملك فيلبس الرابع، ثم عاد إلى رومية حيث التقى بابن أخ له يدعى الشماس يونان بعد أن أنهى دراسته في إحدى المدارس الدينية، ويتنقّل المؤلف بين فرنسا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا. وبعد أن يستقر في مدينة مدريد سبعة أشهر يحصل على إذن من الملكة للسفر إلى الهند الغربية ( القارة الأمريكية) ويحمل وصية من أحد الأمراء الإسبان إلى الوزير والحكام والأساقفة في بلاد الهند الغربية لمساعدته، وتبدأ الرحلة البحرية إلى أمريكا الجنوبية في شهر شباط عام 1675م، ويصل المركب إلى البيرو بعد رحلة طويلة ويتنقّل المؤلف بين بلاد أمريكا الجنوبية:كولومبيا، فنزويلا، البيرو، الأرجنتين، شيلي، وبلدان أمريكا الوسطى: المكسيك، غواتيمالا، بنما، طوراً على ظهر البغال وطوراً في سفن شراعية، ويصف لنا ما يشاهده في هذه القارة، : أرضها، وجبالها، وغاباتها، وأنهارها، وبحيراتها، وما يعترض المسافر من أخطار سواء من مرافقيه أو من الطبيعة، والزلازل والفيضانات التي تتعرض لها بعض المدن، ويُستقبل المؤلف استقبالاً حسناً من الحكام ومن الكهنة المنتشرين في مدن أمريكة الجنوبية، ويؤدي الصلوات والقداس في الكنائس التي يزورها، ويصف لنا الكنائس والأديرة الكثيرة المنتشرة في كل البلدان التي زارها، ومحاولات الكهان نشر المسيحية بين الهنود سكان البلاد الأصليين، وخلال رحلته يصف لنا أشجار هذه البلاد ومنها شجرة الكاكاو وشجرة الكوكا، والقرفة، ويذهب إلى المناجم التي يستخرج منها الذهب والفضة والزئبق وحجر المرمر، ويصف لنا طريقة استخراج هذه المعادن، واحتكار ملك اسبانيا لها، ويصف مزارع قصب السكر ومعامل السكر والعبيد الإفريقيين الذين يعملون في هذه المزارع والمصانع، كما يتحدث عن الظلم الذي وقع على الهنود الأصليين، من مصادرة أراضيهم، والفتك بهم وتعذيبهم، وتنصيرهم. وكيف بقي بعضهم على ديانته السابقة معتصمين بجبالهم الوعرة، وما يقع بينهم وبين الإسبان من معارك، وبعد هذه الجولة الواسعة في بلدان أمريكا الوسطى والجنوبية يعود المؤلف على إحدى السفن إلى ميناء قادس في إسبانيا، ومنها إلى روما، وقد أحضر معه أربعة ببغاوات، وقنديلاً من فضة قدمه إلى البابا، ويذكر المؤلف أن البابا أنعم عليه بوظائف لم يكن لائقاً لها. والرحلة كتبت بلغة أقرب إلى العامية. وفيها كثير من الأغلاط.
طبع: في المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين- بيروت 1324هـ/ 1906م.
مقياس: 22.3× 14.2ســم.
عدد الصفحات: 2+ 91 صفحة.
انظر: سركيس: معجم المطبوعات العربية والمعربة 1/927، كحالة: معجم المؤلفين 1/392.