loader image

كتاب الأسبوع : كتاب الفوائد البهية في تراجم الحنفية – سبتمبر 2018 م

المؤلف: محمد عبد الحي اللكنوي، أبو الحسنات، محمد عبد الحي بن محمد عبدالحليم بن محمد أمين اللكنوي المتوفى سنة 1304هـ/1887م.

ولد المؤلف في بلدة باندا الهندية سنة 1264هـ/1847م، حيث كان أبوه مدرسا، وشرع في الخامسة بحفظ القرآن، وأتم الحفظ في العاشرة، وتعلم الخط، وشرع في تحصيل العلوم على يد والده ، وعلى محمد نعمة الله ، وأجيز بشتى العلوم وهو في السابعة عشرة من عمره، تصدر للتدريس في بلدة حيدر آباد مدة من الزمان، وأثناء أدائه لفريضة الحج التقى بعلماء الحرمين الأعلام وأجيز منهم ، ثم قدم بلدة لكهنو فأقام بها بقية عمره ، يدرِّس ويصنِّف ويفتي على المذهب الحنفي، للمؤلف عديد من المؤلفات، منها: “الفوائد البهية في تراجم الحنفية” ، و”هداية الورى إلى الهدى” و”تراجم السابقين من علماء الهند”، و”جمع الغرر في الرد على نثر الدرر” ومجموعة فتاوى في ثلاثة مجلدات ، وبلغت مؤلفاته قرابة مئة وخمسين مؤلفاً.

 

 الكتاب: يبين المؤلف في مفتتح الكتاب أهمية الاطلاع على تراجم الكبار وأخبار الأخيار لما فيه من فوائد جمة، منها الاهتداء بمناقبهم، والتخلق بأخلاقهم، ويذكر الكاتب من سبقوه إلى التأليف في طبقات الرجال ، وأبدى رغبته في جمع تراجم الحنفية في كتاب واحد من زمان الإمام أبي حنيفة إلى عصره، وبعد أن اطلع على “طبقات الكفوي” وجده أحسن ماصنف في هذا الباب، فقد ذكر فيه مشاهير الحنفية من عصر الإمام إلى عصره، ورتب كتابه كتائب عديدة، وأورد في كل كتيبة تراجم جماعة غفيرة، وختم كل كتيبة بذكر جماعة من الأولياء والصالحين، فعمد المؤلف إلى تلخيص تراجم الفقهاء حاذفا الفوائد التي لا تتعلق بها، وترك ذكر الأولياء والصلحاء.

وأضاف المؤلف الى التلخيص بعض الفوائد المستحسنة، ورتب التراجم على حروف المعجم، وأورد فيه المؤلف الاختلاف الواقع في المواليد والوفيات، وصحح بعض أخطاء الكفوي، وضبط نسب الفقهاء، وبين درجة توثيق الفقهاء في الرواية، وفي مقدمة الكتاب أشار المؤلف إلى أن ذات النبي عليه الصلاة والسلام كمنبع العيون جرت منه أنهار الصحابة ثم التابعين وأتباع التابعين ثم إلى مقلديهم من الفقهاء والمجتهدين، وردَّ على من يظن ان اختلاف الصحابة والمجتهدين قد أشكل الأمر، بل إن هذا الاختلاف رحمة للمسلمين، ولا يخلو قرن من القرون من المجددين يهتدي بهم المقلدون، إلا أن من اشتهرت مذاهبهم أربعة، وهم: أبو حنيفة، والشافعي، ومالك، وأحمد، وقلد معظم المسلمين هؤلاء الأئمة الأربعة، وذكر المؤلف أن الحنفية ينقسمون على ست طبقات: الأولى طبقة المجتهدين في المذهب القادرين على استخراج الأحكام، والثانية طبقة المجتهدين في المسائل التي لا رواية فيها عن صاحب المذهب، والثالثة طبقة أصحاب التخريج، والرابعة طبقة أصحاب الترجيح، والخامسة طبقة المقلدين القادرين على التمييز، والسادسة الذين لا يفرقون بين الغث والسمين:

ورتب المؤلف التراجم ترتيبا هجائيا وفق الاسم الأول من اسم المترجم له، ويبدأ تراجمه باسم إبراهيم بن إسماعيل الصفار، ومنهج المؤلف في الترجمة أن يبدأ أولا بسرد نسب المترجم له، ثم يبين الشيوخ الذين أخذ عنهم العلم، ويذكر أسماء الذين اشتهروا بالفقه من عائلته سواء من أسلافه أو من أعقابه، كما يذكر المؤلف مصنفات المترجم له، وأسماء من أخذ عنه العلم، وتاريخ وفاته ومكانها، كما يبين المؤلف المصادر التي أخذ منها معلوماته.

ويتوسع المؤلف في بعض تراجم الفقهاء المشهورين فيخصص لهم عدة صفحات مثل ترجمة علي بن محمد بن علي المعروف بالشريف الجرجاني، وفي هذه الترجمة يعرض المؤلف بتوسع إلى شيوخ المترجم له، ورحلاته في طلب العلم وعلاقاته بأولي الامر، ومساجلاته مع العلماء، ومؤلفاته، وشهادات معاصريه فيه، وأعماله، ولكن معظم التراجم متوسطة لا تتعدى صفحة واحدة، وبعضها شديد الاختصار لا يتعدى السطر الواحد مثل ترجمة محمد بن الحسين ابن محمد نظام الدين البارعي فقد اكتفى في ترجمته بالقول: “كان علامة زمانه، من كبار الأئمة، أقر له أهل زمانه بالفتوى”.

ويختم المؤلف كتابه بفصلين: الأول في تعيين المبهمات وضح فيه بعض أسماء الأعلام الذين وردت أسماؤهم في كتب الفقه بالوصف أو النسبة أو الكنية من دون تعيين، فأشكل ذلك على القارئ

والفصل الثاني جمع فيه فوائد متفرقة ولطائف مشتتة تفيد في إيضاح المشتبهات، ففي الفائدة الأولى يبين المؤلف أن الغالب على فقهاء العراق الاكتفاء بالنسبة إلى صناعة أو محلة أو قبيلة أو قرية كالجصاص والقدوري والطحاوي، والكرخي والصيمري، وفي فائدة أخرى يقول المؤلف إن النسبة قد تكون إلى اسم بعض الأجداد كالعقيلي والعبادي والمحبوبي.

وقد عني مصحح الكتاب محمد بدر الدين النعساني ببعض التعليقات عرَّف فيها ببعض الأعلام الواردة في التراجم، وببعض المؤلفات المذكورة في التراجم، واقتصرت هذه التعليقات على مشاهير الفقهاء فقط.

 

طبع: في مطبعة السعادة بمصر-(ط1)1324هـ/1906م.

مقياس: 24.7×16.1سم.

عدد الصفحات: 249+13 صفحة فهارس.

انظر: كحالة: معجم المؤلفين 3/388، الزركلي:الأعلام 6/187، سركيس: معجم المطبوعات العربية والمعربة 2/1595، يونس السامرائي: علماء العرب في شبه القارة الهندية 781 .

 

 

 

 

Scroll to Top