loader image

محمد الشارخ رحمه الله أول من أدخل اللغة العربية للحواسيب

لقد فقدت الكويت والأمة العربية أحد أبنائها البررة السيد محمد عبد الرحمن الشارخ الذي انتقل إلى رحاب الله الطاهرة يوم الأربعاء 2024/3/5م.
ولد الفقيد في الكويت عام 1942م، ونهل العلم في بلده ثم تابع دراسته في جامعة القاهرة ثم استوفى علمه في الولايات المتحدة، وعندما عاد إلى بلده أسس شركة صخر سنة 1982م وهي شركة رائدة في مجال الإلكترونيات ولم يكن هم الشارخ في هذه الشركة الربح التجاري، بل كرس هذه الشركة لخدمة أمته ولغتها المقدسة.
أدرك الشارخ بحسّه الثاقب دور أجهزة الحاسوب الكبير في خدمة العلم والثقافة، ولاحظ غُربة اللغة العربية بكل تراثها عن هذا الجهاز، فحصر كل جهده لتطويع هذا الجهاز، حيث استطاع ادخال اللغة العربية إلى الحاسب الآلي، وخلال سنوات طويلة من الجهد والجهاد حقق ما يشبه المعجزة وما يفوق الخيال، فمن خلال شركة صخر قام بإصدار العديد من التطبيقات التي تخدم اللغة العربية، فقام بإصدار معجم حديث للغة العربية يحتوي على (125) ألف معنى، وبرنامج للقرآن الكريم يوفر للمطلع شرح مفرداته، والبحث عن آياته وربطها بمختلف كتب التفسير، وموسوعة الحديث النبوي التي تتضمن (62) ألف حديث صحيح من كتب السنة الصحيحة، ومشروع أرشيف المجلات الثقافية العربية الذي يشتمل على (205) مجلة، ويضم معظم المجلات العربية الصادرة منذ أواخر القرن التاسع عشر، وإنشاء برنامج آلي لتصحيح الأخطاء الإملائية ولكي يكون هذا الإنجاز الثقافي الكبير مستداماً أنشأ الشارخ عدداً من المراكز لتدريب الشباب على التعامل مع أجهزة التقنية الحديثة، وتسخيرها لخدمة الثقافة العربية.

حصل الشارخ على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام في 2021، وجائزة الدولة التقديرية للعام 2018 من بلده الكويت.كان الشارخ بهذه الإنجازات الفائقة مثلاً رائعاً للعربي المخلص لأمته، المتفاني في إثراء حاضرها، والساعي لتطويع كل مستحدثات العلم لتكون ركيزة لنهضتها وكان قدوة لرجال الأعمال العرب ليكون ربحهم الأسمى انتشال أمتهم من مهاوي التخلّف، وهو مدرسة تتعلم فيها الأجيال أن حياة الإنسان تدوم ما دام عمله.
رحم الله الفقيد وأثابه على ما قدمه لأمته ثواب الصديقين الأبرار، وعزاء للأمة العربية برجل كانت حياته موصولة بإحيائها وسعادته منوطة باستعادة أمته دورها الحضاري الباذخ.

Scroll to Top