في خطوة جديدة في عالم الرقمنة أطلقت مكتبة البابطين المركزية احدث مشروعاتها الرقمية مجموعة “مكتبة مدرسة النجاة الأهلية في الزبير” والتي تصل الى 1400 كتاب (بنصوصها الكاملة)، حيث اتاحت المكتبة هذه المجموعة على موقعها الالكتروني “https://albabtainlibrary.org/zobair_list/” بعد ان قامت بتحويلها الى الشكل الرقمي، لإتاحة الفرصة للباحثين والدارسين للاطلاع عليها .

ويذكر أن مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي منذ تأسست وهي تستخدم أحدث الوسائل التكنولوجية في تقديم خدماتها للباحثين سواء من خلال مبني المكتبة الذي صُمم ليكون “مبنى ذكي” أو من خلال موقع المكتبة على الإنترنت والذي يوفر العديد من الخدمات الرقمية لزواره، أو من خلال التواجد على منصات شبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وانستغرام واليوتيوب والفيسبوك.

تأتي هذه الخطوة ضمن مجموعة من الخدمات التي تقدمها المكتبة من خلال موقعها الالكتروني الذي تم تصميمه بأحدث طرق تصميم مواقع الانترنت وهو موقع شامل لكل البيانات المطلوبة عن المكتبة بالإضافة إلى أن الموقع به فهرس المكتبة فيمكن لأي زائر للموقع أن يتعرف على كافة مجموعات المكتبة من أوعية معلومات وأن يقوم بالبحث عن طريق العديد من المداخل التي راعت المكتبة توفيرها للباحثين لتيسر لهم سبل الوصول لأوعية المعلومات، بالإضافة أيضاً أن موقع المكتبة يشتمل على أخبار المكتبة بشكل مستمر ومتجدد ويشتمل أيضاً على ألبوم لصور المكتبة وصور كافة الزيارات التي تمت للمكتبة، إضافة الى مكتبة البابطين الإلكترونية.

كما يضم موقع مكتبة البابطين دواوين الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين في شكل مسموع بصوت الشاعر نفسه وهم: بوح البوادي، مسافر في القفار، أغنيات الفيافي.

يذكر أن مكتبة مدرسة النجاة الأهلية كانت تقع في مدينة الزبير التي تسمت باسم الصحابي الجليل الزبير بن العوام والتي تحتضن قبره، وتأسست مدرسة النجاة الأهلية كأول مدرسة تحوي العلوم القديمة والحديثة على مستوي الابتدائي والمتوسط ثم الثانوي فيما بعد، المدرسة اسسها المرحوم الشيخ محمد أمين الشنقيطي من جمع التبرعات من أهالي الزبير والكويت والبحرين، وعلى مقاعد هذه المدرسة قضي الشاعر عبد العزيز سعود البابطين سنوات الدراسة المبكرة بالإضافة الى العديد من علماء نجد والحجاز ومنطقة الخليج العربي بشكل عام.

   ومن معالم مدرسة النجاة الأهلية تلك المكتبة الضخمة التي ضمت الكثير من المخطوطات والمطبوعات النادرة والنفيسة في الكثير من المجالات كالفقه والتفسير والحديث والنحو والتاريخ، وكانت تهوى للمكتبة أفئدة الباحثين من كافة أقطار الخليج العربي والعالمين العربي والإسلامي ومن الهند بالإضافة إلى علماء الزبير، لكن مع مرور الوقت قل الاهتمام بالمكتبة ومصادرها، واصبحت غالبيتها مشتته ومتهالكة وفي حالة سيئة.

   وقد هال أحد ابنائها المخلصين وهو الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين أن يري ضياع هذه المكتبة النفيسة، فأخذته الغيرة وقام بجمع شتات هذه المكتبة ومعالجتها وترميمها من أجل إعادتها للحياة، لكي ينهل منها الباحثون، ولكي تكون هذه المقتنيات في خدمة طلاب العلم في العالمين العربي والإسلامي، وفي ثوب أكثر حداثة من خلال تحويل هذه المقتنيات النادرة إلى شكل رقمي معاصر من خلال موقع مكتبة البابطين الالكتروني.

وفي ذلك يقول الشاعر عبد العزيز البابطين عن هذه المكتبة النفيسة : “هي عندي وقف وأمانة لكل من أراد الرجوع إليها للتحقيق والدراسة، وحرام أن تترك خزائن العلم هكذا يسري إليها الضياع”.

      ومن بين اشهر ما تضمه مكتبة مدرسة النجاة الأهلية من الكتب والمخطوطات والتي يتم عرضها حاليا في شكل رقمي من خلال موقع مكتبة البابطين: كتاب “التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية” لخليفة بن حمد النبهاني المطبوع سنة 1923م، كتاب “عنوان المجد في تاريخ نجد” لعثمان بن بشر الحنبلي المطبوع سنة 1953م، كتاب “صفحات من تاريخ الكويت” ليوسف بن عيسى القناعي المطبوع سنة 1946م، وكتاب “خلاصة الحساب” لبهاء الدين العاملي المطبوع سنة 1860م، وكتاب “العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن حاصرهم من ذوي السلطان الأكبر” المعروف بـ “تاريخ ابن خلدون” لعبد الرحمن بن خلدون المغربي المطبوع سنة 1867م وغيرهم الكثير من نوادر وأمهات كتب التراث العربي.