loader image

«مكتبة البابطين» تُطلق العدد 23 من «نوادر النوادر من الكتب»

صدر عن مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي العدد رقم 23 من سلسلة «نوادر النوادر من الكتب»، وهي السلسلة التي تعرف القارئ بما تختزنه مكتبة عبدالكريم سعود البابطين من روائع الكتب النادرة في مختلف ألوان المعرفة.

وفي كل عدد يفاجئ القارئ بعدد من الظواهر المميزة التي تمنح العدد نكهة خاصة، وتؤكد على التنوع والثراء في مسيرة الثقافة العربية.

ففي تصدير العدد بقلم عبدالكريم سعود البابطين، أشار إلى ظاهرة خاصة في كتب هذا الإصدار تمثلت في العودة إلى التاريخ، فقد حفل هذا العدد بمؤلفات كثيرة تلقي الضوء على التاريخ السياسي والأدبي للمنطقة العربية على امتداد الزمن العربي، وكان القصد من هذه العودة «تثبيت الهوية، حيث حاول الكثير من الغزاة أن يلغوا الهوية الأصلية لهذه المنطقة ويحولوها إلى هويات هجينة.. تلغي هويتها الموحدة التي تجلت عبر معظم حقب التاريخ».

وكالعادة في اعداد هذه السلسلة، فإن التنوع هو سمة بارزة من سماتها فنجد في هذا العدد التنوع في ألوان المعرفة، في تاريخ الإصدار، في مكان الطبع، في فنون الأدب، في أساليب الكتابة.

فمن علوم اللغة العربية نجد الصرف، والنحو، واللغة، إلى التنوع في فنون الأدب فنجد المقال، الخاطرة، الرحلة، المسرحية، الشعر، الترجمة، وفي فروع الثقافة الدينية نجد الحديث، التفسير، التاريخ الإسلامي، الدفاع عن الدين، الفقه، ومن تجليات عدة للعلوم الحديثة نجد الطب، علم الهيئة، علوم البحار، الطيور.

وبين العامين 1866 و1955، تتوزع تواريخ الإصدار، وتمتد أماكن الإصدار من القاهرة إلى بيروت وصيدا ودمشق.

من هذا المنطلق سيطل القارئ على كتب مثل «عنوان التوفيق في قصة يوسف الصديق» من تأليف وهبي بك، حيث يستعرض المؤلف من خلال قصة يوسف عليه السلام علاقة التاريخ بالحكم، وهناك كتاب «مطمح الأنفس ومسرح التأنس في ملح أهل الأندلس» من تأليف الفتح بن خاقان، ويستعرض فيه أعلام الأندلس الذين فتنوا بسحر الكلام من العلماء والقضاة والعلماء.

وكتاب «خاتم النبيين» تأليف عبدالغفار الجيار ويستعرض فيها المؤلف الرسالة النبوية النقية منذ مقدماتها حتى هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، بينما يؤرخ كتاب «المغازي الأولي ومؤلفوها» للمستشرق يوسف هوروفتس وترجمة حسين نصار لمن كتب في المغازي من المؤرخين المبكرين الذين وصفوا حياة الرسول في دراسة فريدة لم يسبق إليها.

بينما يطلع القارئ في كتاب «الطب عند العرب» للمؤلف محمد إبراهيم كراوية على أمجاد الطب العربي ليرد المؤلف من خلاله على من يرمي العرب بالتأخر والكسل والجمود، ومن بين الكتب كتاب «من أخلاق العلماء» للشيخ محمد سليمان نائب المحكمة الشرعية في مصر يذكر فيه الأخلاق والصفات التي ينبغي أن تكون لأهل العلم.

ويضم العدد الكثير من الكتب الأخرى التي تسعى مكتبة البابطين من خلالها تسليط الضوء على الجوانب المشرقة في تاريخنا العربي، وخلال هذا التنوع الفريد يجد كل قارئ ما يميل إليه من فنون المعرفة، وما يشبع توقه إلى زيادة مساحته المعرفية، وهذا برهان ساطع على حيوية الثقافة العربية واستجابتها لمختلف التحديات.

Scroll to Top