loader image

مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي تصدر العدد العاشر من سلسلة “نوادر النوادر من الكتب”

2012-06-30 – بواسطة :المكتبة

تواصل مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي إصدار سلسلتها الشهيرة”نوادر النوادر من الكتب”التي بدأتها منذ سنوات لتكشف من خلالها عما تحتويه مكتبة عبدالكريم سعود البابطين من روائع الكتب في مختلف العلوم، وقد أصدرت المكتبة الجزء العاشر من هذه السلسلة.

ويحتوي هذا الجزء تعريفاً وافياً بثمانين من الكتب النادرة، وقد رتبت هذه الكتب حسب الأقدمية الزمنية لطباعتها، حيث أن عشرة كتب من الكتب المذكورة في هذا الجزء قد طبعت في أواخر القرن التاسع عشر وبقية الكتب طبعت خلال النصف الأول من القرن العشرين، وأقدم هذه المؤلفات طباعة هو “ديوان معتوق بن شهاب الموسوي” المتوفى سنة 1087هـ/1676م، وقد طبع الديوان في القاهرة سنة 1280هـ/1863م، ويحتوي الديوان الذي جمعه ابن الشاعر على القصائد التي نظمها معتوق، وهي تحمل نموذجاً للشعر في القرن الحادي عشر الهجري بكل قسماته.

كما يتضمن الجزء مجموعة هامة من روائع التراث العربي، من أبرزها مقدمة ابن خلدون، وهي المقدمة التي أسست لعلم جديد هو علم العمران البشري، وقد حاول المؤلف في هذه المقدمة أن يستخلص من خلال خبرته السياسية الطويلة القوانين التي تتحكم في قيام الدول واندثارها. وماتزال هذه المقدمة تحتفظ بقيمتها وتدور حولها الكثير من الدراسات والندوات.

 ومن الكتب ذات الدلالة الخاصة كتاب: ”التيجان في ملوك حمير”الذي ألفه وهب بن منبه في نهاية القرن الأول الهجري ولذا يعد من أقدم المؤلفات العربية، والكتاب يؤرخ لتاريخ اليمن القديم لا من خلال الوقائع الثابتة، بل من خلال ماترسب في الخيال الشعبي من هذا التاريخ فأصبح الكتاب بذلك وثيقة للإبداع الشعبي في فترة متقدمة من التاريخ العربي .

ومن الكتب التي تثير الاهتمام في هذا الجزء كتاب: ”معيد النعم ومبيد النقم” الذي ألفه عبدالوهاب السبكي المتوفى سنة 771هـ/ 1370م، والكتاب يقدم صورة شاملة للمجتمع المدني العربي في القرن الثامن الهجري، وقد تتبع المؤلف في هذا الكتاب الشرائح الاجتماعية المختلفه من أعلاها (الحكام) إلى أدناها (المتسولين) وتعرّض إلى مراتب الموظفين، والمثقفين، والمهنيين، والمقولين، والعمال، مبيناً السلبيات التي استوطنت كل فئة من هذه الفئات، ومايجب أن تتصف به من خِلال لإنقاذ المجتمع من النقم وإعادة النعم إليه، والكتاب يعد نموذجاً مبكراً للنقد الاجتماعي.

وإلى جانب الكتب فهناك عدد من الرسائل القيمة من أبرزها رسالتان للإمام شمس الدين الذهبي المتوفى سنة 648هـ / 1348م، أولاها بعنوان”بيان زغل العلم والطلب ”يبين فيها المؤلف العيوب التي يقع فيها أرباب العلوم المختلفة من قراء، وفقهاء، ونحويين، ومعربين، وأصوليين، ومنطقيين، وفلاسفة، والرسالة الثانية بعنوان”النصيحه الذهبية لابن تيمية”وهي رسالة لا تتجاوز ثلاث صفحات يوجه فيها المؤلف النقد العنيف لابن تيمية على بعض سلوكه وأفكاره، ولكن هذا النقد بعيد عن الأمور الشخصية، والغرض منه النفع العام ولذا يختم كلامه بهذي العبارة:”رضيت منك أن تسبني علانيه وتنتفع بمقالتي سراً”.

والجزء حافل بأنواع المصنفات التي يستفيد منها كل طالب علم، وغرض المكتبة من هذا الإصدار وما سبقه أن تظهر ماتحتويه مكتبة عبدالكريم سعود البابطين من كنوز معرفية خالدة على مر الزمن .

Scroll to Top