loader image

مكتبة البابطين تنشر مخطوطاً نادراً لرسائل ابن تيمية

    منذ انطلاقة مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي وهي تضع على رأس أهدافها اقتناء مصادر التراث العربي والإسلامي وإبراز كنوزه ونشره للباحثين والمهتمين والقراء، ولا يختلف اثنان على أن التراث المخطوط هو أنفس ما تمتلكه أي مكتبة، وقد دأبت مكتبة البابطين على إماطة اللثام عن الكثير من مخطوطات التراث العربي الإسلامي التي تقتنيها، من خلال سلسلة “مخطوطات مكتبة البابطين” والتي صدر منها حتى الآن 17 اصدار.

    وأصدرت المكتبة مؤخرا احدث إصدارات السلسلة وهو كتاب “مجموع رسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية” والكتاب عبارة عن مخطوطة من بين التي تحتويها مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، ويعود تاريخ نسخ المخطوط إلى 17 ربيع الأول سنة 820هـ (4 مايو 1417م) أي قبل اكثر من 600 عام من الآن، ويشتمل المخطوط على ثلاث رسائل مهمة للإمام ابن تيمية، ولعلَّ من أبرز هذه العناوين وأنفسها وأندرها كتابه “قاعدة جليلة في إرادة الرب سبحانه وتعالى” الذي ألّفه الإمام في الرد على كتاب الرازي “المطالب العالية” وقد تصدرت مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي طباعته ونشره للمرة الأولى على الإطلاق، بعد أن كان في عِداد الكتب المفقودة، وتحقيق هذه المخطوطة وطباعتها يعتبر خطوة رائدة في نشر التراث وإبراز كنوزه ضمن الأهداف الخاصة بمكتبة البابطين.

    يقول رئيس مجلس إدارة مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي الشاعر عبد العزيز سعود البابطين في تصدير الكتاب: “العمل الذي بين أيدينا واحد من أهم الكتب التي استفاض فيها مصنفها الإمام ابن تيمية بالحديث عن البراهين العقلية والنقلية في مسائل العقيدة، في ثلاثة عناوين رئيسة، حيث وضح فيها مفهوم العقيدة الصحيحة، وأظهر منهج السلف في كل مسألة، ورد على المشككين بقواطع النصوص القرآنية والحديثية، وبرهن للقارئ والباحث على ما كتبه بالشواهد والأدلة.

   ويشير البابطين إلى أن هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ ينشر للمرة الأولي على الإطلاق، بعد أن كان في عداد الكتب المفقودة، مؤكداً على أن نشر هذه المخطوطة النادرة لابن تيمية لاشك سيسعد الباحثين، ومن يرد التزود منهم من مدرسة شيخ الإسلام الخالدة، وأن مكتبة البابطين لتحقق أقصى استفادة للباحثين خصصت المجلد الثاني من الكتاب ليحتضن نسخة طبق الأصل من المخطوط الأصلي كاملاً.

   أما الرسائل الثلاث التي يضمها الكتاب فهي: الأولي “مسألة في تحرير فساد قولي القدرية والجبرية وبيان الصواب ومذهب أهل الحق فيها”، والثانية “قاعدة جليلة في إرادة الرب سبحانه وتعالي”، والثالثة “إثبات حقيقة النزول بالبراهين العقلية وقواطع النقول”.

وقد صدر الكتاب في مجلدين: الأول يضم نص المخطوط المحقق، أما المجلد الثاني فهو عبارة عن نسخة مصورة للمخطوط الأصلي.

  يذكر أن شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أحد أشهر الشخصيات الإسلامية على مر العصور، وقد ولد عام 661 هـ بحران، وتوفي عام 728هـ في دمشق، وقد برع في التفسير والحديث واجتمعت له شروط الاجتهاد، ولا يخلو كتاب من كتب التراجم والتواريخ وإلا ويذكر سيرته وفضائله، وقد وصفه الإمام شمس الدين الذهبي بقوله:” كان يتوقد ذكاء، ومصنفاته أكثر من مائتي مجلد، وكان رأساً في الكرم والشجاعة قانعاً باليسير، وقد حدث كثيراً وسمع منه خلق من الحفاظ والأئمة”.

Scroll to Top